التخطي إلى المحتوى الرئيسي

سطور من حياة الكادحين....

” الساخر كوم ”

(يقول تعيس أتعجب من صموده : الأمل هو لحن أصم ورسمة أعمى !)

كالعادة أتى منهكاً ومثقلاً بكل شيء , ادخل يده بجيبه واخرج ميدالية متخمة بالمفاتيح الخائبة!
أمسك أحد المفاتيح وكأنه يمسك رأس أفعى! وبحركات أشبه ما تكون بالتشنجات فتح باب الغرفة , رمى نفسه على ما يسميه القنوعين (كـنب) ! انزل رأسه ببطء ونظر إلى المفتاح وأخذ يضحك أو يبكي…!
لا أعلم…. المهم أنه كان يهتز نتيجة شعوراً ما !
وبعد محاولات كثيرة فاشلة لحبس ما بداخله صرخ وامسك بالمفتاح :
أيها السقيم لست إلا قطعة حديد رخيصة ! لماذا لا تفتح ؟!
أين ذاك الفرج…؟! الفرج الوحيد الذي أعرفه هو البقال اللعين الذي يطاردني بالديون !!
هذا وهو فرج ! ماذا لو كان اسمه عُسر! ؟ ماذا لو كان اسمه…..!؟
رمى بالميدالية بعيداً, وسمح لقانون نيوتن بأن يرجعه إلى الكـنب !
أغمض عينيه لا لكي ينام بل لكي يتهرب من النظر إلى تلك القصاصات المعلقة على الجدار….
هذه قصيده غزل بوليسي لأحمد مطر, وتلك لنظرية المؤامرة , وأخرى صورة لأحد القادة !
باختصار لقد كان الجدار يمثل البوم قناعاته !!
إنه يعاني من انكسار…, وأقبح شيء على المرء أن يواجه مثالياته في لحظة انكسار !
احتضن قلبه ونام أخيراً وكأنه كاد أن يظل كل الدهر صاحي !
هدأ كل شيء…, حتى بياع الخضار طوى شراع رزقه وكف عن الصراخ….
أما أنوار الدكاكين فقد أغلقت بعد أن أيقن أصحابها أن لا أحد ينظر إليها سوى قطط الحي الكسولة !
لعل أحداً لا يبالي بنوم صاحبنا….
ولكنهم قطعاً يحترمون عقرب الساعة عندما يشير إلى الواحدة بعد منتصف الليل !

(يقول مجنون أشك بجنونه : إن الساعة لا تدور إلا لأنها تعلم بأن أحدهم يحملق بها !)

وأحدهم كان فعلاً يحملق بها….
تنهدت زوجة الموظف بملل : آه ألم تمل ؟! إنها ساعة صنعت لكي ننظر إليها مرة واحده !
حرك الزوج يده بغضب : قلت لك مليون مرة إني أنتظر مكالمة !
ردت الزوجة بنفاذ صبر : وأنا سألتك مليون مره ممن هذه المكالمة ؟!
أشاح الموظف بوجهه عن الساعة لا لكي ينظر إلى زوجته ولكن لكي يطمئن بأن الهاتف يعمل !
هنا قطعت شعرت معاوية ! وصرخت الزوجة: إنها هي ! أيها الخائن…..!
اتجهت مسرعه إلى الهاتف ورفعته للأعلى ورمته على الأرض بقوة !!
صرخ الزوج : يا مجنونة ! ما الذي فعلتيه ؟!!آه يا غبية لقد كنت انتظر مكالمة بخصوص بعثتي!
ذهب مسرعاً لكي يأتي بشيء يضربها به !
وهي هربت بسرعة إلى أحد الغرف وأقفلت على نفسها!

(يقول حكيم أحترم صمته : الهروب هو النصف السريع من الشجاعة!)

كان سريعاً لدرجة أنه كاد أن يسبق نفسه !
صرخات الجندي اللاهثة التي تأمره بالوقوف تعني له مزيداً من السرعة!
لعن الشرطي كل شيء يجري بسببه :
آه لكم أتمنى أن أعطي مهمة اللحاق لرصاصاتي الصدئة !
هذا القذر ! إنه لا يتعب أبداً ! اقسم لو أشترك هذا الصعلوك باختراق الضاحية لوصل آخر المدينة بثلاث دقائق ! على شرط أن يضعوا أمامه محفظة !
لا فائدة إنه يبتعد ! حان وقت اليأس لابد أنه حان !
توقف الجندي ووضع يداه على ركبتيه وبداء يتنفس بصعوبة :
سأتوقف عن شرب السجاير… اللعنه إني أجري مثل العجائز !
قفل راجعاً إلى غرفة المناوبة ليجد صاحبه يعد الشاي فما كان منه إلا أن قال لصاحبه:
أعطني سيجارة وكوب شاي يا حسن أحترق دمي من كثرة الركض !

البـارع

Archived By: Crazy SEO .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة